تازة : توفيق الكنبور
يشهد إقليم تازة منذ سنوات حالة من الارتباك السياسي العميق، انعكست آثارها السلبية على مختلف مناحي الحياة العامة، وأصبحت محور نقاش واسع داخل الأوساط المحلية ، فالمشهد السياسي كما تصفه فعاليات مدنية يعاني من تشوهات مزمنة، جراء تراكم اختلالات في التسيير، وغياب التداول الحقيقي على السلطة داخل عدد من الجماعات الترابية ، ومن أبرز الإشكالات التي يثيرها المواطنون ما يصفونه باستمرار نفس الوجوه في قيادة الجماعات لسنوات طويلة بدون تحقيق التنمية الحقيقية ، وما رافق ذلك من بروز أنماط نفوذ عائلية داخل بعض المؤسسات المنتخبة، فقد تداولت الساكنة بشكل واسع ممارسات يعتبرونها غير صحية، تقوم على إعادة إنتاج نفس الشبكات العائلية والسياسية داخل المجالس بعد كل انتخابات، ما ساهم حسب المتتبعين في تعطيل الدينامية السياسية وإفقاد المواطنين الأمل في التغيير، كما شهد الإقليم خلال السنوات الأخيرة متابعات قضائية اكثر من النصف من الرؤساء السابقين والحاليين بالإقليم على خلفية ملفات تتعلق بتدبير المال العام، إضافة إلى قرارات العزل والإحالة على القضاء في حالات أخرى ، ورغم أن هذه المتابعات تبقى رهينة بأحكام القضاء، إلا أنها خلقت انطباعاً عاماً بوجود أزمة أخلاقية في الممارسة السياسية داخل الإقليم، وزادت من حدة فقدان الثقة بين السكان وممثليهم. ورغم توفر الإقليم على أربع جماعات حضرية و34 جماعة قروية، فإن جزءاً كبيراً من القرى والدواوير يعيش عزلة حقيقية بسبب ضعف البنية التحتية، وغياب شبكات الطرق، وغياب الخدمات الأساسية ، وتصف فعاليات محلية الوضع بأنه غير مقبول، في ظل استمرار تدهور البنية الطرقية ونقص الخدمات الصحية ، وارتفاع البطالة والهشاشة بالإضافة الى ضعف المشاريع المدرة للدخل وتأخر برامج فك العزلة يشير عدد من سكان الإقليم إلى أن الثقة في المنتخبين تكاد تكون منعدمة، نتيجة تراكم الإخفاقات وتكرار نفس التجارب السياسية دون نتائج ملموسة ، وفي كل دورة انتخابية، تتجدد الوعود ثم يتكرر نفس السيناريو الا وهو غياب الفعل التنموي، وركود المشاريع، واستمرار المشاكل الاجتماعية دون حلول واقعية ورغم ذلك، تؤكد مصادر محلية أن عدداً من الرؤساء الذين أمضوا سنوات طويلة في مواقع المسؤولية يعتزمون الترشح مجدداً، ما أثار استياء شريحة واسعة من المواطنين الذين يطالبون بتجديد حقيقي للنخب ، وتتعالى أصوات محلية تدعو الأحزاب السياسية إلى إعادة النظر في منح التزكيات، والقطع مع منطق الولاءات العائلية والشخصية إعطاء الفرصة للنخب الشابة ، والكفاءات ، بالإضافة الى اعتماد معايير صارمة لوضع المرشحين، كما تنادي فعاليات مدنية بضرورة قيام وزارة الداخلية بمراجعة شاملة لأداء بعض المجالس، ومواصلة تتبع ملفات التدبير المالي، خاصة أولئك الذين قضوا سنوات طويلة في مواقع المسؤولية دون نتائج ملموسة على مستوى التنمية رغم الصورة القاتمة، يؤكد خبراء محليون أن إقليم تازة يتوفر على مؤهلات مهمة، سواء في المجال الفلاحي أو السياحي أو الثقافي، وأنه قادر على تحقيق إقلاع تنموي حقيقي إذا توفرت الإرادة السياسية، وحصل تجديد للنخب، وتم اعتماد حكامة رشيدة تجعل مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.











إرسال تعليق