فشل في التسيير وتراجع في الخدمات: هل حان وقت رحيل رئيس جماعة المعازيز؟

  • بتاريخ : أكتوبر 8, 2025 - 9:30 م
  • الزيارات : 156
  • متابعة : خالد الزهواني

    في الوقت الذي تعاني فيه ساكنة جماعة المعازيز إقليم الخميسات من مشاكل بيئية خانقة في طليعتها تراكم الأزبال وتردي الخدمات الأساسية، يزداد الوضع تأزماً بسبب عجز رئيس الجماعة أشرف شهبون، في تدبير الشأن المحلي بشكل ناجع وفعّال، خصوصاً في غياب أي انسجام مع مكونات المعارضة داخل المجلس.

    فرغم التوجيهات الصريحة والهادفة التي يصدرها عامل صاحب الجلالة على إقليم الخميسات، والتي تهدف إلى تحريك عجلة التنمية المحلية، وتجاوز العراقيل التي تشوب النظافة وتدبير النفايات، فإن رئيس الجماعة يقف عاجزاً عن تفعيلها، لا من خلال التواصل مع المعارضة، ولا عبر الإنصات لنبض الساكنة التي تعيش أوضاعاً متدهورة، حيث أبدت مكونات المعارضة حسن نيتها في مناسبات عدة لتفادي البلوكاج، الشيء الذي عبرت عن ترجمته خلال الدورة القادمة والتي قررت من خلالها التصويت على جميع النقط الحيوية المدرجة في جدول الاعمال أبرزها، المصادقة على النقطة المتعلقة بالنفايات المنزلية، وإصلاح الشاحنة ، وسيارة الإسعاف، وكذا المصادقة على النقطة المتعلقة بالصرف الصحي، وذلك حسب ما أدلى به أحد المستشارين للجريدة.

    رئيس الجماعة المعازيز لم ينجح منذ انتخابه في خلق أجواء من الانسجام داخل المجلس، ما جعل العديد من الدورات تتحول إلى مسرح لصراعات فارغة، بدل أن تكون فضاءات للنقاش البناء واتخاذ قرارات تصب في مصلحة المواطنين. المعارضة، التي كثيراً ما تُحمله المسؤولية في تعطيل المشاريع، لم تكن السبب المباشر، بل إن غياب إرادة حقيقية لدى الرئيس للبحث عن التوافقات هو السبب الجوهري في انسداد الأفق.

    فواقع جماعة المعازيز بإقليم الخميسات، أصبح مرهوناً بتدخلات عامل الإقليم، الذي أصبح الجهة الوحيدة التي تحاول الدفع بالمشاريع نحو الإنجاز، من خلال تحفيز المعارضة على الحضور والمصادقة على القرارات الضرورية، وهذا الوضع الشاذ يُبرز عجز الرئيس عن أداء مهامه كما يفرضها القانون التنظيمي للجماعات الترابية.

    في ظل هذه الأوضاع، ومع مرور دورة أكتوبر بحر الأسبوع الماضي، والتي غاب عنها جل أعضاء المجلس،  حيث برزت على إثر ذلك دعوات من فعاليات المجتمع المدني، ومن بعض ممثلي المجلس، مطالبة الرئيس بتقديم استقالته، وإفساح المجال أمام الكفاءات والسلطات المحلية لتدبير شؤون الجماعة بشكل مؤقت إلى حين تنظيم انتخابات جديدة ، اعتبارا لكون استمرار الوضع على ما هو عليه يزيد من تفاقم الوضع، مع فرملة عجلة التنمية ، وتكريس التراجع التنموي الذي تعرفه المنطقة.

    ليس المطلوب من رئيس الجماعة المستحيلات، بل فقط الحد الأدنى من الفعالية والقدرة على التواصل والقيادة، وإذا كان غير قادر على تحقيق ذلك، فإن الاستقالة ستكون موقفاً مسؤولاً وشجاعاً، يحفظ ما تبقى من الثقة في المؤسسات المنتخبة، ويمنح فرصة جديدة لجماعة المعازيز للنهوض من جديد.