انطلقت الخميس بتاونات فعاليات النسخة الثانية عشرة من المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية ، على إيقاع نغمات تراثية جبلية لفنون العيطة .
وترأس السيد عامل إقليم تاونات والسيد مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، حفل افتتاح هذه التظاهرة الفنية والثقافية المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، أيام 23 و 24 و 25 ماي 2024 ، بمدينة تاونات من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بشراكة مع عمالة إقليم تاونات ومجلس جهة فاس – مكناس ومجلس إقليم تاونات ومجلس جماعة تاونات ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال ، بحضور المدير الجهوي للثقافة وشخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبون محليون وجهويون.
وتميز حفل الافتتاح بكلمة السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل تلاها نيابة عنه السيد هشام عبقري مدير الفنون بالوزارة ، عبر فيها عن سعادته بتجدد هذا الملتقى الثقافي والفني الذي يحتفي بفنون العيطة الجبلية كتعابير أصيلة عن هوية متجدرة في أعماق الأرض والتاريخ وبما تحظى به هذه التظاهرة من رعاية سامية متواصلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، كتعبير عن عناية ملكية كريمة بالتنوع الثقافي الوطني، وعطف مولوي نبيل على أبناء المنطقة وتُراثِهم الثقافي اللامادي المتميز.
وأشار إلى أن الفنون الأصيلة وباقي الفنون، تخطت طبيعتها كتعابير لَصيقة بالهوية والوجدان، لتصبح ثروات اقتصادية حاملة لمؤهلات واعدة في التشغيل وتحقيق الرفاه. بل إن مفهوم الاستدامة في التنمية الذي أصبح مآلا كونيا، جعل مجال الثقافة والفنون مكونا رئيسيا، على المخططات الحكومية أن تدرجه ضمن أولويات الفعل والمبادرة .
وأضاف أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل راهنت على الحِفاظ على التعابير الفنية العريقة وإنقاذها من الاندثار ومنها فنون العيطة الجبلية، فتح ربح رِهان المحافظة بتميز كبير، إذ أصبح شبح انقراض العديد من الفنون الأصيلة، جزءا من الماضي، بل تم الارتقاء اليوم إلى مستوى إنضاج الشروط الضرورية لجعل الفنون الأصيلة والفنون بشكل عام، ركائز متجددة لصناعات ثقافية وإبداعية داعمة للاقتصاد الأخضر.
وتضمن حفل افتتاح المهرجان، تكريم الفنانين الحسن عبادي( بوبيدة) ومحمد دحمون ( الخربي)، اعترافا بالمجهودات التي أسدياها لفن العيطة الجبلية.
ويأتي المهرجان تنفيذا لاستراتيجة وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة – ذات الصلة بالمجال الفني الرامية إلى إبراز الموروث الثقافي والفني المغربي المتنوع، من خلال مجموعة من الآليات والتدابير، وخصوصا منها المهرجانات، ونظرا للقيمة الثقافية والفنية والتاريخية والسياحية لتاونات ومحيطها، ووعيا منها بالخصوصية الثقافية والفنية لفنون العيطة الجبلية وتجدرها في مناطق واسعة من شمال المملكة المغربية ، واعتبارا لكون أن هذا التراث الموسيقي الأصيل يعتبر أحد مكونات الموروث الثقافي الوطني المتنوع، وشكلا من الأشكال الفنية والتراثية المعبرة عن الهوية الثقافية المغربية.
كما يندرج تنظيم المهرجان في إطار رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى صون التراث الثقافي اللامادي، وتشجيع المهتمين به، وضمان استمراريته عبر الأجيال، ودعم المبدعين والفرق الممارسة له، باعتباره أحد مكونات الموروث الثقافي الوطني، وشكل من الأشكال الفنية التراثية المعبرة عن الهوية الثقافية المغربية
وتتميز النسخة الثانية عشرة للمهرجان بمشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية التراثية الوطنية المهتمة بفنون العيطة الجبلية، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والفنية الموازية.
وقد شكل مهرجان العيطة الجبلية بتاونات من خلال جميع دوراته السابقة فضاء للإبداع، وأداة للرقي بالذوق، وفسحة جمالية فرجوية تعبر عن التعدد والتنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب.
إرسال تعليق