متابعة: توفيق الكنبور
انطلقت صباح اليوم السبت 15 نونبر 2025 بجماعة أكنول بإقليم تازة، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان اللوز، أحد أبرز المواعيد الفلاحية بالمنطقة، والذي أصبح على مرّ الدورات ملتقى وطنياً يجمع الفاعلين والمهنيين والباحثين في مجال تثمين سلسلة اللوز. وتُقام هذه النسخة من 15 إلى 17 نونبر الجاري تحت شعار:
“شجرة اللوز… حليف الصمود المناخي وحماية الأصول الترابية”.
شهد الافتتاح حضور وفد رسمي رفيع ترأسه أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مرفوقاً بـرشيد بنشيخي، عامل إقليم تازة. كما حضر عدد من المنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني، ورجال الإعلام، ورؤساء المصالح الخارجية، إلى جانب ممثلين عن السلطات الأمنية، في مشهد يعكس الأهمية المتزايدة التي بات يكتسيها المهرجان في الدفع بعجلة التنمية المحلية.
عقب قص شريط الافتتاح، قام السيد الوزير والوفد المرافق له بجولة شاملة عبر أروقة معرض المنتوجات الفلاحية والمجالية ، وقد وقف الوفد على جودة المنتوجات المعروضة، وفي مقدمتها اللوز ومشتقاته، واستمع لشروحات العارضين حول تقنيات الإنتاج وطرق التثمين، والتحديات التي تواجه الفلاحين في ظل تغيّر المناخ وندرة الموارد المائية.
وعرفت فضاءات المعرض مشاركة قوية لتعاونيات محلية ووحدات إنتاجية تنتمي إلى إقليم تازة ومختلف جهات المملكة، مما يعزز البعد الوطني للمهرجان ويؤكد دوره في دعم المقاولات الصغيرة وتمكينها من الولوج إلى أسواق جديدة.
وأكد المنظمون أن مهرجان اللوز بأكنول أصبح موعداً سنوياً لتبادل الخبرات بين الفلاحين، والتعريف بأحدث التقنيات المعتمدة في غرس وتثمين شجرة اللوز التي تُعد من الركائز الزراعية الأساسية بأعالي جبال الريف ، كما يشكل فرصة لتعزيز تنافسية القطاع، وتشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية، ودعم التعاونيات في تسويق منتجاتها وتمكينها من فرص أوسع للعرض والبيع.
ويتقاطع شعار هذه الدورة مع التحديات المناخية التي تواجهها المناطق الجبلية، حيث تعد شجرة اللوز من الأنواع المقاومة للجفاف والقادرة على تثبيت التربة وحماية المجالات الترابية من الانجراف. ولهذا، تشمل برمجة المهرجان عدداً من الندوات العلمية والورشات التطبيقية لفائدة الفلاحين، تهمّ بتدبير الموارد المائية وتحديث التقنيات الزراعية وتثمين اللوز وتحويله إلى منتجات ذات قيمة مضافة بالإضافة الى برامج الدعم المؤسساتي في مجالات السقي والإنتاج والتسويق.
وتبرز أهمية هذا الموعد في كونه مناسبة لإعادة الاعتبار لشجرة اللوز كمنتوج استراتيجي يميز أكنول ومرتفعات الريف بإقليم تازة ، ويسعى القائمون على المهرجان إلى تعزيز حضور هذا المنتوج في الأسواق الوطنية والدولية، وتطوير شبكات التسويق، وتوجيه الفلاحين نحو أساليب إنتاج حديثة تسهم في الرفع من المردودية والجودة.
بهذا الافتتاح المتميز، يؤكد مهرجان اللوز بأكنول إقليم تازة مكانته كحدث فلاحي واقتصادي وثقافي يجمع بين تثمين الموارد الطبيعية ودعم التنمية القروية، وبين الحفاظ على الهوية المحلية وإبراز مؤهلات الإنسان والمجال.
وتتواصل فعاليات الدورة التاسعة إلى غاية 17 نونبر 2025، عبر برامج فنية وثقافية وعروض تراثية وأنشطة موازية ستمنح الزوار تجربة ثرية تُنعش فضاءات الجماعة وتبرز غنى تراثها الفلاحي.
إرسال تعليق