متابعة : احمد الزينبي
احتفاءً باليوم العالمي للنساء القرويات، الذي يُشكل مناسبة سنوية لتكريم المرأة القروية وإبراز إسهاماتها المتعددة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، شهد إقليم تاونات تنظيم الملتقى الإقليمي الثالث لإبداعات الطفولة والشباب بمدينة تيسة، وذلك على مدى ثلاثة أيام من 15 إلى 17 أكتوبر 2025، تحت شعار:
“التمكين الاقتصادي للنساء في صلب اهتمامات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية“.
هذا الملتقى نظمته المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب بتاونات، بشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وجمعية التعاون التربوي، وبتعاون مع مجلس جماعة تيسة وفعاليات المجتمع المدني، في إطار جهود جماعية تروم تثمين دور النساء القرويات وتعزيز فرص تمكينهن اقتصادياً واجتماعياً.
وعرف حفل الافتتاح الذي احتضنته دار الشباب والنادي النسوي بمدينة تيسة، حضور الكاتب العام لعمالة تاونات، نيابة عن السيد عامل الإقليم، إلى جانب عدد من المنتخبين، وممثلي المصالح الخارجية، وأطر اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، والمديرية الإقليمية لقطاع الشباب، وفعاليات نسائية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت المديرة الإقليمية لقطاع الشباب أن المرأة القروية تشكل حجر الزاوية في تنمية المجالات القروية، مبرزة العناية الكبيرة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده للمرأة المغربية، والدعم الملموس الذي مكنها من تحقيق مكاسب هامة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأضافت أن تنظيم هذا الملتقى يشكل مناسبة لعرض نماذج مشرقة من إبداع النساء والأطفال والشباب بالإقليم، وتعزيز مواهبهم من خلال برامج وأنشطة موجهة.
كما استعرضت المديرة حصيلة اتفاقية الشراكة بين المديرية الإقليمية لقطاع الشباب واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وجمعية التعاون التربوي برسم سنة 2025، والتي تهدف إلى تنويع العرض التنشيطي لفائدة الطفولة والشباب.
من جانبه، أبرز رئيس مجلس جماعة تيسة أهمية هذا الحدث، والدور الذي تضطلع به مراكز التكوين والأندية النسوية في تمكين المرأة وتحسين وضعها الاجتماعي والاقتصادي، مشيداً بالدعم المتواصل الذي يقدمه السيد عامل الإقليم في مجالات تنموية متعددة.
كما تم توزع برنامج الملتقى على مجموعة من الورشات والمعارض التي عكست غنى الإبداع المحلي. فقد تم تخصيص أروقة لعرض المنتوجات المجالية والصناعات التقليدية، شملت السروج التقليدية، تربية النحل، الفصالة والخياطة التقليدية والعصرية، الديكورات المنزلية، الحلويات، زيت الزيتون، التين ومشتقاته، تقطير الأعشاب الطبية والعطرية، بالإضافة إلى منتجات لمقاولات نسائية ناشئة من خريجات الأندية النسوية.
والبموازات مع ذلك تم تنظيم ورشات موجهة للشباب، همت مواضيع متنوعة مثل إعادة التدوير، السلامة الطرقية، الذكاء الاصطناعي، الشطرنج، ومقاولات الشباب، إلى جانب أنشطة تربوية موجهة لرياض الأطفال.
وفي ختام فعاليات الملتقى، تم توزيع شواهد تقديرية على خريجات الأندية النسوية المشاركات في المعرض والورشات، وذلك تقديراً لجهودهن ومساهمتهن في تنمية المجال القروي وتعزيز الاقتصاد المحلي. كما تم التعريف ببرنامج “متطوع” الذي يشجع على الانخراط في العمل التطوعي لتعزيز روح المواطنة الفاعلة.
منذ إطلاقها بتاريخ 18 ماي 2005، أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماماً خاصاً بالمرأة، باعتبارها شريكاً محورياً في التنمية المستدامة. فقد عملت المبادرة على إدماج المرأة ضمن النسيج الاقتصادي والاجتماعي من خلال دعم تمثيليتها في أجهزة الحكامة، وتمويل مشاريع مدرة للدخل، إضافة إلى برامج دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي وتحسين صحة الأم والطفل.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى انسجاماً مع أهداف المرحلة الثالثة من المبادرة، وخاصة البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، بما يعزز من مكانة المرأة القروية كقوة إنتاجية ورافعة للتنمية المحلية.
إرسال تعليق