متابعة :توفيق الكنبور
شهدت مدينة تازة ليلة أمس حملة أمنية واجتماعية غير مسبوقة استهدفت جمع المتشردين والمختلين عقليًا من مختلف شوارع وأحياء المدينة، تحت إشراف باشا الإقليم وقائد المقاطعة الأولى، وبتنسيق محكم بين الأمن الجهوي، القوات المساعدة، الوقاية المدنية وأعوان السلطة.
هذه العملية جاءت بعد أيام قليلة من حادثة مؤسفة، حين تعرضت تلميذة لاعتداء من طرف أحد المتشردين، الأمر الذي خلّف صدمة لدى الساكنة المحلية، وأثار مطالب ملحة بتدخل عاجل لحماية المواطنين، وخاصة التلاميذ والأطفال، من أي أخطار محتملة.
الحملة شملت جل الأحياء، الأزقة، والشوارع الكبرى، حيث تم نقل عدد من المتشردين إلى المؤسسة الاجتماعية المختصة لإيوائهم، فيما أحيلت حالات من المختلين عقليًا على مصلحة الطب النفسي بالمستشفى الإقليمي ابن باجة قصد تلقي الرعاية اللازمة.
وقد استمرت الحملة إلى وقت متأخر من الليل، في مشهد يعكس تعبئة قوية وتنسيقًا محكمًا بين مختلف المتدخلين، بهدف استعادة الطمأنينة في الفضاءات العمومية.
ساكنة تازة عبّرت عن ارتياح كبير لهذه المبادرة التي ساهمت في تقليص المخاطر المحتملة وتحسين الإحساس بالأمن، خصوصًا قرب المؤسسات التعليمية والأحياء المكتظة. كما أشادت بتدخل السلطات المحلية والأمنية، ودعت إلى استدامة مثل هذه الحملات وعدم الاكتفاء بالحلول الظرفية.
ورغم الطابع الأمني للعملية، فقد حملت الحملة أيضًا بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا، من خلال ضمان نقل المعنيين إلى مراكز الإيواء والرعاية الصحية بدل تركهم في الشارع، بما يضمن كرامتهم ويقلل من احتمالات وقوع حوادث أو اعتداءات.
وأكدت مصادر محلية أن هذه الخطوة تندرج ضمن مقاربة شمولية تروم حماية الساكنة وفي الوقت نفسه تقديم الدعم اللازم للأشخاص في وضعية هشاشة.
ويرى مراقبون محليون أن سرعة استجابة السلطات بعد حادثة التلميذة تعكس جدية المؤسسات في حماية المواطنين، وتعزز الثقة بين الساكنة والدولة. كما تشكل هذه الحملة نموذجًا للتنسيق بين المصالح الأمنية والاجتماعية والصحية، بما يضمن بيئة حضرية أكثر أمنًا وإنسانية.
إرسال تعليق