إقليم تاونات يحصد ثمار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: استثمارات ضخمة ورهان متواصل على الرأسمال البشري

متابعة : احمد الزينبي  

في إطار تنزيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، احتضنت عمالة إقليم تاونات، يوم الإثنين 29 دجنبر 2025، اجتماع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية برسم الشطر الثالث من سنة 2025، تحت رئاسة عامل الإقليم السيد عبد الكريم الغنامي، وبحضور رئيس المجلس الإقليمي، ورؤساء اللجان المحلية، وأعضاء اللجنة الإقليمية، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام.

وشكّل هذا اللقاء محطة لتقديم حصيلة شاملة لمنجزات المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم خلال الفترة الممتدة ما بين 2019 و2025، واستعراض ما تحقق من أهداف تنموية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.

وفي كلمته الافتتاحية، ذكّر عامل الإقليم بالتوجهات الاستراتيجية الكبرى للمرحلة الثالثة من المبادرة، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بتاريخ 19 شتنبر 2018، مبرزًا أنها تقوم على مقاربة شمولية واستباقية ومبتكرة، ترمي إلى تحصين المكتسبات وإعادة تركيز التدخلات، مع إعطاء أولوية قصوى لتنمية الرأسمال البشري، والاهتمام بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات الهشة، إلى جانب تشجيع المبادرات المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل.

وأكد السيد العامل أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تاونات حققت نتائج إيجابية ومتميزة، سواء من حيث الكم أو الكيف، حيث ساهمت المشاريع المنجزة في إحداث دينامية تنموية ملموسة، همّت تقوية البنيات التحتية، وتحسين الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، ودعم الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، إضافة إلى تعزيز التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، وتقريب الخدمات الصحية، والارتقاء بصحة الأم والطفل، بما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية للمرحلة الثالثة للمبادرة.

وعرفت أشغال اللقاء تقديم عروض مفصلة حول حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم خلال الفترة 2019–2025، إلى جانب عرض حول تدخلات الجمعية الإقليمية لدعم مرضى القصور الكلوي والشأن الصحي بتاونات، وعرض آخر حول حصيلة عمل المؤسسة الإقليمية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، المشرفة على تسيير فضاء التوجيه ومواكبة الشباب، خلال الفترة 2020–2025.

وحسب المعطيات التي قدّمها رئيس قسم العمل الاجتماعي، فقد بلغ عدد المشاريع والعمليات المنجزة والمبرمجة خلال الفترة 2019–2025 ما مجموعه 1802 مشروعًا وعملية، بغلاف مالي إجمالي ناهز 744,5 مليون درهم، موزعة على البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
فقد همّ البرنامج الأول المتعلق بتدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية بالمجالات الأقل تجهيزًا إنجاز 531 مشروعًا، باستثمارات فاقت 313,6 مليون درهم.
أما البرنامج الثاني الخاص بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، فقد شمل 170 مشروعًا وعملية، بغلاف مالي يقدر بـ44,2 مليون درهم.
وبخصوص البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، فقد تم إنجاز 621 مشروعًا وعملية، بتكلفة إجمالية بلغت 84,7 مليون درهم.
في حين همّ البرنامج الرابع، المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، 480 مشروعًا وعملية، بغلاف مالي ناهز 303,2 مليون درهم.

وفي ختام أشغال الاجتماع، دعا عامل الإقليم إلى ضرورة مواصلة تعبئة وتضافر جهود جميع المتدخلين، وتعزيز منطق الالتقائية والتنسيق، قصد إنجاح هذا الورش الملكي الكبير، وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع، مع التقيد بالمساطر والدلائل المعمول بها، بما يضمن استفادة الفئات المستهدفة من ثمار هذه المشاريع داخل الآجال المحددة، ويعزز مسار التنمية البشرية المستدامة بإقليم تاونات.