في ليالي البرد القارس: تازة تحمي أبناءها من الشارع وتعيد للإنسان كرامته بوادي أمليل

تازة :توفيق الكنبور   

تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وفي إطار الجهود الرامية إلى التخفيف من آثار موجة البرد، أشرف السيد رشيد بنشيخي، عامل إقليم تازة ورئيس اللجنة الإقليمية لليقظة، على إطلاق عملية إنسانية واسعة لإيواء الأشخاص بدون مأوى بمركز الإسعاف الاجتماعي وادي أمليل.

وانطلقت هذه المبادرة ليلة الثلاثاء 23 دجنبر 2025، تحت إشراف مباشر للسلطة الإقليمية، وبمشاركة لجنة مختلطة تضم السلطة المحلية، والتعاون الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، وجماعة وادي أمليل، وجمعية الأمل للرعاية الاجتماعية، وإدارة المركز، إلى جانب ممثلي الإعلام، في نموذج يُجسّد قيم التضامن والتكافل الاجتماعي.

وقد أسفرت العملية عن إيواء ستة أشخاص بدون مأوى، جميعهم ذكور، إضافة إلى استقبال شخص مسن قادم من جماعة مطماطة بسبب سكنه بمنزل مهدد بالسقوط، واستقبال امرأة في وضعية الشارع بتوجيه من السلطة المحلية بتاهلة.

ويواصل مركز الإسعاف الاجتماعي وادي أمليل، باعتباره مؤسسة اجتماعية إقليمية رائدة من ثمار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تقديم خدماته المتنوعة طيلة السنة، من استقبال وإطعام وتطبيب ومواكبة اجتماعية وقانونية، تأكيداً على التزام الدولة بحماية الفئات الهشة وصون كرامتها الإنسانية.

وتبقى هذه المبادرة الإنسانية رسالة قوية مفادها أن الدولة، بمختلف مكوناتها، حاضرة إلى جانب مواطنيها في أحلك الظروف، حريصة على صون كرامتهم وضمان حقهم في العيش الآمن. فحين تنخفض درجات الحرارة وتشتد قسوة البرد، يعلو دفء التضامن والتآزر، ليؤكد أن العمل الاجتماعي ليس مجرد تدخل ظرفي، بل التزام إنساني متواصل يجعل من حماية الفئات الهشة أولوية راسخة، ومن قيم الرحمة والتكافل عنواناً لمغرب يسير بثبات نحو العدالة الاجتماعية والعيش الكريم للجميع.