متابعة : احمد الزينبي
شهد حي المسيرة المستقبل التابع لمقاطعة زواغة بمدينة فاس، ليلة أمس، حادثاً مأساوياً إثر انهيار عمارتين سكنيتين في ساعة متأخرة من الليل، في فاجعة خلّفت حالة من الصدمة والحزن العميق في صفوف ساكنة العاصمة العلمية.
وفقاً للمعطيات الرسمية التي توصلت بها الجريدة، فقد أسفر الانهيار عن وفاة 22 شخصاً، من بينهم أطفال ونساء ورجل، إضافة إلى ما يقارب 17 جريحاً جرى نقلهم على وجه السرعة نحو المستشفيات لتلقي العلاجات الضرورية.
وتُعد هذه الحصيلة من أثقل ما عرفته مدينة فاس خلال السنوات الأخيرة، ما جعل الحادث يدخل ضمن الكوارث الحضرية التي خلّفت أثراً بالغاً في نفوس السكان.
وشهد موقع الحادث تدخلات سريعة وفعّالة من طرف عناصر الوقاية المدنية، التي استعانت بتجهيزات وتقنيات عالية لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين ، كما أبان شباب ونساء ورجال حي المسيرة المستقبل عن تضامن كبير، حيث ساهموا بكل ما يستطيعون لمساعدة فرق الإنقاذ، هذا التعاون بين الساكنة والسلطات عكس روحاً تضامنية واضحة في مواجهة الفاجعة.
وحضر ممثلو السلطات العمومية إلى عين المكان، حيث تمت إدارة عملية الإنقاذ باحترافية عالية وبالتنسيق مع مختلف المتدخلين ، وقد أصدر والي جهة فاس–مكناس تعليماته بتوفير الدعم الكامل للمتضررين، بما في ذلك احتضان الساكنة المتضررة وتوفير مأوى لائق لهم في هذه الظروف العصيبة.
كما تم الشروع في إقامة خيمة مخصصة للعزاء ودفن الضحايا، في إطار مواكبة أسر المتوفين والتخفيف من آثار هذه الفاجعة الإنسانية.
وبتعليمات من الوكيل العام للملك بفاس ، فُتح تحقيق مفصل حول أسباب انهيار العمارتين، وذلك للوقوف على كل الملابسات التي أدت إلى وقوع هذه النازلة التي هزّت المدينة.
وسيشمل التحقيق، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة، جميع الأطراف المحتمل تورطها، مع التركيز على ما وُصف بالاختلالات البنيوية التي يشهدها حي المستقبل، والتي قد تكون قد لعبت دوراً مباشراً أو غير مباشر في وقوع الانهيار.
تعيش مدينة فاس اليوم على وقع الحزن، بينما ينتظر السكان نتائج التحقيق الرسمي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الكارثة، أملاً في تفادي تكرارها وحماية أرواح المواطنين.
وتبقى هذه الفاجعة جرس إنذار قوي حول ضرورة مراقبة البناء، ومحاربة العشوائية، وتشديد المراقبة على البنيات التي قد تشكل خطراً على سلامة الساكنة.











إرسال تعليق