تنصيب عبد الكريم الغنامي عاملاً على إقليم تاونات: بداية مرحلة جديدة للتنمية والحكامة الترابية

متابعة: أحمد الزينبي

في أجواء رسمية مهيبة، ترأس وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، السيد محمد سعد برادة، صباح يوم السبت بمقر عمالة تاونات، حفل تنصيب السيد عبد الكريم الغنامي، الذي حظي بالثقة المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بتعيينه عاملاً على إقليم تاونات، خلفاً للسيد سيدي الصالح داحا، الذي جدد جلالته نصره الله الثقة فيه بتعيينه عاملاً على إقليم الجديدة، وذلك في إطار الحركة الانتقالية التي عرفتها وزارة الداخلية.

استُهل الحفل بتلاوة الظهير الشريف القاضي بتعيين السيد عبد الكريم الغنامي عاملاً على الإقليم، قبل أن يتقدم السيد الوزير لإلقاء كلمة بهذه المناسبة، عبّر من خلالها عن خالص تهانيه للعامل الجديد، مشيداً بما يتميز به من كفاءة مهنية عالية ومسار إداري غني، جعله من الأطر المشهود لها بالتجربة والانضباط في تدبير الشأن الترابي.

وأكد الوزير في كلمته أن هذا التعيين المولوي الكريم يجسد العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لرعاياه الأوفياء بإقليم تاونات، وحرص جلالته الدائم على الارتقاء بهذا الإقليم إلى مستوى ما يصبو إليه من تقدم وازدهار وتنمية مستدامة.

وأشار السيد الوزير إلى أن السيد عبد الكريم الغنامي من الكفاءات التي راكمت تجربة ميدانية مهمة داخل وزارة الداخلية، حيث تقلد عدداً من المناصب القيادية:

قائداً بعدة أقاليم منها أزيلال سنة 1999، والناظور سنة 2001، وطنجة أصيلة سنة 2007؛ ورئيس دائرة بكل من عمالة وجدة أنكاد سنة 2010، وعمالة فاس سنة 2013؛ وكاتب عام بعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا سنة 2018، ثم عمالة المحمدية سنة 2022، فعمالة الدار البيضاء سنة 2024؛
ليتوج هذا المسار المهني الحافل بتعيينه عاملاً على إقليم تاونات بتاريخ 19 أكتوبر 2025.

وأوضح الوزير أن هذا التعيين يأتي في سياق تفعيل التوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطب الملكية الأخيرة، خاصة خطاب عيد العرش المجيد (29 يوليوز 2025) وخطاب افتتاح الدورة التشريعية الحالية للبرلمان، اللذين دعا فيهما جلالة الملك إلى تسريع مسيرة المغرب الصاعد وإطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية القائمة على العدالة الاجتماعية والمجالية وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنات والمواطنين.

وأضاف السيد الوزير أن الحكومة، تنفيذاً لهذه التوجيهات، تعمل حالياً على إعداد برامج تنموية مجالية مندمجة وفق مقاربة تشاركية تراعي خصوصيات كل إقليم، وتهدف إلى تحقيق التضامن بين المجالات الترابية، مع إعطاء الأولوية لقطاعات الشغل الذاتي للشباب، والتعليم، والصحة، والتأهيل المجالي.

وفي هذا الإطار، دعا السيد برادة العامل الجديد إلى جعل تنمية الإقليم أولوية استراتيجية من خلال تحسين جاذبية تاونات للاستثمار، وتأهيل بنياتها التحتية، وتثمين مؤهلاتها الاقتصادية والطبيعية، بما يسهم في خلق فرص الشغل وتحسين جودة الحياة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الحضور الميداني للسلطات المحلية وترسيخ ثقافة القرب من المواطن، عبر الإنصات لانتظارات الساكنة وإيجاد حلول عملية ومنصفة في إطار القانون ومبادئ الحكامة الجيدة.

وشدد الوزير على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لأي تنمية، داعياً مختلف السلطات العمومية إلى مواصلة جهودها لتعزيز الثقة بين الإدارة والمواطن، والحرص على التطبيق السليم للقانون في جميع المبادرات والبرامج المحلية.

وفي ختام كلمته، نوه السيد الوزير بالجهود الكبيرة التي بذلها السيد سيدي الصالح داحا، العامل السابق لإقليم تاونات، خلال فترة توليه المسؤولية، معرباً عن شكره وتقديره لما قدمه لخدمة الساكنة المحلية، ومتمنياً له التوفيق والسداد في مهامه الجديدة على رأس إقليم الجديدة بعد تجديد الثقة المولوية فيه.

كما دعا الوزير مختلف مكونات الإدارة الترابية، وممثلي السلطات الأمنية والقضائية، والهيئات المنتخبة، وفعاليات المجتمع المدني، إلى مواكبة العامل الجديد ومدّ يد العون له من أجل الارتقاء بالإقليم، وجعل تاونات نموذجاً للتنمية المجالية المتوازنة والفعالة.

وقد حضر هذا الحفل والي جهة فاس-مكناس وعامل عمالة فاس، الدكتور خالد آيت الطالب، ورئيس الجهة عبد الواحد الأنصاري، وعدد من المسؤولين القضائيين والعسكريين والمنتخبين، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني.

وقد جرى حفل التنصيب بحضور، على الخصوص، والي جهة فاس-مكناس، عامل عمالة فاس، السيد خالد آيت الطالب، ورئيس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، وممثلي السلطة القضائية، والهيئات المنتخبة، وكذا فعاليات من المجتمع المدني.

واختُتم الحفل برفع أكف الدعاء إلى العلي القدير بأن يحفظ مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ويديم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.