متابعة : احمد الزينبي
في خضم ما تعرفه مدينة فاس من تحركات طلابية ووقفات احتجاجية سلمية، تبرز مجدداً ملامح الوعي والمسؤولية لدى شباب هذه المدينة العريقة ، وقد شهدت الأيام الأخيرة تنظيم وقفات طلابية راقية، خاصة من طرف طلبة جامعة ظهر المهراز، عبّروا من خلالها عن مطالبهم المشروعة في جو يسوده الانضباط والسلمية.
ما ميز هذه المحطات، إلى جانب وعي الطلبة، هو التعامل الرائع والاحترافي لعناصر ولاية أمن فاس، الذين أبانوا عن روح عالية من التعاون والانفتاح، وساهموا في تأمين الفضاء العام وضمان سلامة الجميع دون أي احتكاك أو توتر.
إن مشهد التعاون بين الطلبة ورجال الأمن في فاس يعكس نموذجاً حضارياً يجب تثمينه، ويؤكد أن التغيير الحقيقي يبدأ من احترام القانون، والتعبير السلمي عن المطالب، والوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على السلم الاجتماعي.
ورغم هذه الصور الإيجابية، لا يمكن إغفال التحديات العديدة التي تواجهها المدينة، من نقص حاد في فرص الشغل، وتدهور الخدمات الصحية، وضعف شبكة النقل الحضري، وهي مشاكل تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية لساكنة فاس، خاصة في الأحياء الشعبية والهامشية.
إن فاس، بتاريخها العريق، وبما تزخر به من كفاءات وشباب واعٍ، تستحق تنمية عادلة ومشاريع حقيقية تعيد لها بريقها، وتضمن لسكانها العيش الكريم وكل الأمل أن تتحرك الجهات المسؤولة بجدية، وأن تجعل من فاس أولوية ضمن السياسات التنموية الوطنية.
إرسال تعليق