جماعة الجبابرة – تاونات: دوار القلة خارج زمن الكهرباء والتنمية

  • بتاريخ : سبتمبر 9, 2025 - 11:27 م
  • الزيارات : 112
  • متابعة :احمد الزينبي

    رغم مرور أكثر من عقد ونصف على انطلاق برامج تعميم الكهربة القروية بالمغرب، لا يزال دوار القلة التابع لجماعة الجبابرة، بإقليم تاونات، يعيش في عزلة كهربائية خانقة، محرومًا من أحد أبسط مقومات الحياة العصرية: التيار الكهربائي. واقعٌ يرهن حياة عشرات الأسر في دوامة من المعاناة اليومية، ويجسد بشكل صارخ حجم التهميش الذي تعانيه بعض المناطق النائية.

    منذ ما يزيد عن 15 سنة، وساكنة دوار القلة تطرق أبواب الجهات المعنية محليًا وإقليميًا، من أجل ربط الدوار بشبكة الكهرباء، دون أن تجد لنداءاتها أي صدى. وفي وقتٍ تشهد فيه مناطق أخرى من المملكة مشاريع ضخمة في الطاقة المتجددة، يظل سكان هذا الدوار يستعملون الشموع وللبات ، أو يعتمدون على ألواح شمسية محدودة القدرة لتوفير الحد الأدنى من الإنارة.

    حرمان السكان من الكهرباء لا ينعكس فقط على راحتهم، بل يُؤثّر سلبًا على تمدرس الأطفال الذين لا يستطيعون مراجعة دروسهم ليلاً، أمن الساكنة، حيث يسود الظلام الدامس في الطرقات والمنازل، بالإضافة الى الأنشطة الاقتصادية، خصوصًا الفلاحية والتجارية، التي تعتمد على الكهرباء في التبريد والحفظ والتجهيزات، اما المرأة القروية التي تضطر للقيام بكل الأشغال المنزلية يدويًا وفي ظروف صعبة، كما تعجز الأسر عن مواكبة متطلبات الحياة الحديثة، مما يزيد من عزلة الدوار، ويدفع الشباب إلى الهجرة نحو المدن.

    ورغم أن السكان قد قدموا عرائض وشكايات متعددة، سواء إلى الجماعة أو إلى السلطات الإقليمية، إلا أن الوعود بقيت معلّقة، والمشاريع لم تتجاوز مرحلة الكلام.، بل إن البعض يؤكد أن دوار القلة أُدرج في برامج كهربة قروية سابقة، لكن التنفيذ لم يتم لأسباب غير مفهومة.

    وتطالب اليوم ساكنة دوار القلة بتسريع  بشبكة الكهرباء الوطنية، بالإضافة الى فتح تحقيق إداري لمعرفة سبب تأخر المشروع رغم مرور سنوات. وإدماج الدوار في برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المرتبطة بالكهرباء.

    كما طالبت الساكنة  السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تاونات بإعطاء تعليماته من اجل الالتفاتة لهذ الدوار.

    ما تعيشه ساكنة دوار القلة بجماعة الجبابرة إقليم تاونات، وصمة عار في جبين السياسات العمومية المحلية، ويطرح علامات استفهام كبيرة حول العدالة المجالية، ومدى التزام الجهات المسؤولة بتنمية العالم القروي.
    خمسة عشر عامًا من الظلام، الصبر، والتهميشفإلى متى يستمر هذا الصمت الرسمي؟