كارثة بيئية تهدد جماعة المعازيز بالخميسات: شاحنة معطلة والساكنة تغرق وسط الأزبال والمياه العادمة

  • بتاريخ : سبتمبر 9, 2025 - 10:48 م
  • الزيارات : 101
  • تعيش ساكنة جماعة المعازيز، التابعة لإقليم الخميسات، على وقع أزمة بيئية حادة، بسبب توقف الشاحنة الوحيدة المخصصة لجمع النفايات عن العمل، مما أدى إلى تراكم الأزبال في الأزقة والساحات، وتسرّب المياه العادمة من الحفر التقليدية، في مشهد يهدد الصحة العامة، ويعكس حجم التهميش الذي تعانيه المنطقة.

    وتعتمد جماعة المعازيز منذ سنوات على شاحنة وحيدة لجمع النفايات المنزلية، في ظل غياب أي حلول بديلة أو دعم من المصالح الإقليمية، غير أن هذه الشاحنة تعطلت منذ أسابيع بسبب مشاكل ميكانيكية، ولم تتم صيانتها أو تعويضها إلى حدود الساعة، ما جعل الساكنة تواجه مصيرها أمام أكوام متزايدة من الأزبال.

    وذكرت مصادر من عين المكان ان النفايات تكدست أمام المنازل، وفي محيط المدارس، والمرافق العمومية، بل وحتى قرب المركز الصحي، حيث تنبعث الروائح الكريهة وتنتشر الحشرات والكلاب الضالة، دون أن تحرك الجماعة ساكنًا.

     

    شهادات صادمة من الساكنة تقول  اننا “نعيش وسط المزابل والمياه الآسنة وقال أحد السكان من حي “النهضة ” في تصريح للجريدة منذ توقفت الشاحنة ونحن نغرق في الأزبال… أصبحت رائحة المكان لا تُطاق، والمياه العادمة تختلط مع نفايات المنازل، ولا أحد يسأل فينا!”

    وأضافت سيدة أخرى أطفالنا مرضى بالحساسية والربو… أين هي الجماعة؟ أين هو المجلس؟ حتى أبسط حقوقنا، وهي بيئة نظيفة، لم نعد نراها.”

    إلى جانب مشكل النفايات، تعرف عدة أحياء في الجماعة تسرّب مياه عادمة من الحفر الصحية التقليدية، ما يؤدي إلى انتشار المستنقعات، وتلوّث التربة والماء، خاصة مع غياب قنوات الصرف الصحي في أغلب المناطق، ويتخوف السكان من انتشار أمراض

    جلدية وتنفسية، وسط تجاهل تام من طرف المسؤولين المحليين الذين لا يقدمون أي توضيحات أو إجراءات عملية لاحتواء الوضع.

    ورغم توالي الشكايات من طرف المواطنين والجمعيات المحلية، لم تُسجّل أي مبادرة ملموسة من المجلس الجماعي لحل الأزمة منذ 2016 الى يومنا هذا ، سواء عبر كراء شاحنة مؤقتة لجمع النفايات، تسريع إصلاح العربة المعطلة، أو إطلاق حملات نظافة استعجالية.

    هذا التجاهل يزيد من احتقان الشارع المحلي، ويغذي شعورًا عامًا بانعدام المسؤولية لدى القائمين على تدبير الشأن المحلي.

    يطالب سكان جماعة المعازيز، عبر منصات التواصل الاجتماعي والعرائض الموقعة، بإصلاح عاجل للشاحنة المعطلة أو استبدالها، وتوفير أسطول جديد لجمع النفايات بشكل منتظم بالإضافة الى  إحداث نظام صرف صحي يليق بالكرامة الإنسانية وإطلاق حملة طوارئ بيئية تشمل التنظيف، والتعقيم، وتحسيس السكان وفي المقابل طالبت الجمعية المغربية للكرامة وحقوق الانسان وحماية المال العام في رسالة موجهة الى السيد عبد اللطيف النحيلي عامل صاحب الجلالة على إقليم الخميسات بفتح تحقيق حول أسباب الإهمال وتحديد المسؤوليات.

    فيما صرح الأمين العام للجمعية داتها بعد توصله بالتقرير المفصل حول جماعة المعازيز إقليم الخميسات  دائرة والماس قال ان أزمة النفايات والمياه العادمة بجماعة المعازيز ليست مجرد مشكلة بيئية، بل هي كارثة إنسانية وصحية تنذر بعواقب وخيمة على المدى القريب، في غياب تدخل عاجل من الجهات الوصية، وعلى رأسها عمالة إقليم الخميسات والمجلس الجماعي.
    الساكنة اليوم لا تطالب بالمستحيل، بل فقط بـ بيئة نظيفة وعيش كريم… وهي أبسط الحقوق التي يكفلها الدستور المغربي.