الدورة 11 للمهرجان الدولي ” ملحونيات” بأزمور يكرس ثقافة الاعتراف بالرواد

زهير نوري RFM 24

تستعد الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بأزمور لتنظيم النسخة 11 من المهرجان الدولي ملحونيات، أيام 17 و18 و19 من شهر غشت الجاري، تحت شعار ” دورة الوفاء والاعتراف” وذلك تحت إشراف عمالة الجديدة والراعي المؤسس المجمع الشريف للفوسفاط، وبتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجماعة أزمور، والمجلس الإقليمي للجديدة وجهة الدارالبيضاء سطات. وتنعقد الدورة ١١ من مهرجان ملحونيات في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 24 لتربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، كما أنها تتيمن بذكرى ميلاد القائد الباني واحتفالات الشعب المغربي بذكرى ثورة الملك والشعب.

واعتبر بلاغ إدارة المهرجان الذي حصلت جريدة RFM 24 على نسخة منه، أن الدورة الحادية عشرة  “تعد استمرارية للتألق الكبير الذي حققه ” ملحونيات ” خلال الدورات العشر السابقة، عندما حجز لنفسه موعدا سنويا بارزا في أجندة المهرجانات والملتقيات الكبرى ببلادنا ، تأتي في سياق ترسيخ قيم ” ثقافة الاعتراف ” بالفضل لرواد فن الملحون الذين يشهد لهم بالفضل والسبق والنجاح ، ويستحقون منا جميعا الثناء والتقدير”، مشيرا لكون من بين هؤلاء الرواد لذين يتوقف التاريخ من أجلهم لحظة هنا بأزمور وبمناسبة هذه الدورة 11 ، شيخ الملحون المرحوم ” عبدالمجيد رحيمي ” الذي خطفته يد المنون دون سابق إشعار ، يتوقف التاريخ لنأخذ منه لحظة وفاء لفنان متميز واستثنائي ومرب من طراز رفيع ، كان وبكل صدق هرما من أهرامات الملحون ليس فقط بمدينة مولاي بوشعيب الرداد ، ولكن بكل ربوع الوطن الحبيب .

وأشار بلاغ الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة،  إلى اغتنامه المناسبة ، التي هي شرط في هذه الدورة ، لتستحضر جهود من وضعوا اللبنة الأولى لهذا المهرجان المتميز قبل 11 سنة ، حتى أضحى شامخا برجع صدى قوي على ضفتي نهر أم الربيع ، وبساحة “إبراهام مول نيس” ، التي تكتسي رمزية كبيرة في تاريخ المغرب المنفتح والمتعايش مع كل الديانات ، والمكرس لثقافة التسامح والقيم الإنسانية النبيلة ، هي من دون شك مناسبة فضلى لتكريم من تحملوا صعوبات البداية وأسسوا ” المهرجان الدولي ملحونيات ” عسانا جميعا نكون أرجعنا لهم بعضا من ذاك الجميل .

وأكد البلاغ ذاته، كون هذه الدورة، تعد ترسيخا لمقومات “الذاكرة الوطنية المشتركة، إذ تم الحرص أن تكون فقراتها الفنية منفتحة على مكونات الثقافة المغربية في تنوعها وتكاملها، ذلك يجسده حضور الطرب الحساني في شخص المنشد ” مصطفى الكمراني”، وإبداعات يهود مغاربة في فن “الشكوري” بمناسبة الحضور الرائع للفنان ” ميشال أبيطن” في منصة إبراهام مول نيس، وكل الأمل معقود مستقبلا على الانفتاح أكثر على كل روافد الثقافة المغربية في فسيفسائها التي تستمد وحدتها من تنوعها العجيب.

بالإضافة إلى ذلك راعى مهرجان ” ملحونيات ” أن يكون مسايرا للأشواط المتقدمة والمتميزة، التي قطعتها بلادنا مع الجوار في حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك من قناعة أساسية ومتجذرة ” إن المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا «، وعلى خلفية ذلك تحضر في هذه الدورة الفنانة الإسبانية المتميزة “مارتا لالونيس”، ذلك يجسد بصورة واضحة أن الفن وخاصة ” الملحون” من القنوات الضرورية للتقارب بين الحضارات والشعوب.